مقدمة عن تاريخ الحج
الحج هو ركن أساسي في الإسلام، فرضه الله على المسلمين. يجب على كل مسلم القادر أن يحج في حياته. هذه الشعيرة تعود إلى قصة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل.
قصة الحج تبدأ عندما أمر الله إبراهيم بزيارة مكة. هناك، كان يجب أن يأخذ زوجته هاجر وابنه إسماعيل. بعد نشوء إسماعيل، أمر الله إبراهيم ببناء الكعبة.
قال الله: "وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ".
بعد بناء الكعبة، أمر الله إبراهيم بالحج. نادى إبراهيم الناس: "أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتاً فحجوه". الناس استجابوا وبدأوا يحجون إلى مكة.
استمر الناس في الحج لسنوات طويلة. يحجون إلى بيت الله الحرام ويتبعون مناسك إبراهيم
مع مرور الزمن، تغيرت مناسك الحج. أدخلت فيها عادات وثنية. عمرو بن لحي الخزاعي جلب عبادة الأصنام إلى مكة.
العبودية للأصنام انتشرت في مكة. العرب يطوفون عراة حول الكعبة ويضعون الأصنام. يعتبرونها أكثر من عبادة الله.
في السنة العاشرة من الهجرة، حج النبي صلى الله عليه وسلم حجته الوحيدة المعروفة بـ "حجة الوداع".
أدّى المسلمين مناسك الحج الصحيحة وألقى خطبته الشهيرة. أكد فيها على مبادئ الإسلام الأساسية. وقال: "خذوا عني مناسككم"، أي تعلموا مني كيفية أداء الحج.
منذ ذلك الحين، المسلمون في جميع أنحاء العالم يؤدون فريضة الحج. يتوافدون إلى مكة المكرمة كل عام في شهر ذي الحجة. يؤدون شعيرة الحج العظيمة، ملبين نداء إبراهيم عليه السلام.
ما هي مناسك الحج
مناسك الحج هي الأعمال والشعائر التي يؤديها الحاج المسلم. تجمع بين الصلاة والدعاء والطواف والسعي. كلها تهدف لتعظيم شعائر الله وإظهار العبودية له سبحانه وتعالى.
تعود مناسك الحج في أصلها إلى ما شرعه الله لنبيه إبراهيم عليه السلام. جاء الإسلام ليؤكد على هذه المناسك ويهذبها. علّم النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمته كيفية أداء هذه المناسك في حجة الوداع.
من أبرز مناسك الحج:
1. الإحرام: هو نية الدخول في نسك الحج. يبدأ من ميقات محدد. يلبس الرجال إزار وورداء أبيضين، والنساء يرتدين ثياباً ساترة.
يحرم المحرم من قص الشعر وتقليم الأظافر. كما لا يطيب ولا يصيد ولا يعتقد.
2. التلبية: شعار الحج. يرفع الحاج صوته ويقول: "لبيك اللهم لبيك". يستمر في التلبية حتى رمى جمرة العقبة.
3. طواف القدوم: الطواف عند وصول الحاج إلى مكة. سبعة أشواط حول الكعبة، بدءاً من الحجر الأسود.
4. السعي بين الصفا والمروة: المشي بين جبلي الصفا والمروة. سبعة أشواط، بدءاً من الصفا وصولاً للمروة.
5. الوقوف بعرفة: ركن الحج الأعظم. يوم التاسع من ذي الحجة. يقف الحجاج في عرفات من الزوال حتى غروب الشمس.
6. المبيت بمزدلفة: بعد الإفاضة، يتوجه الحجاج إلى مزدلفة. يلقون حصى الجمار ويجمعون بين صلاتي المغرب والعشاء.
7. رمي الجمرات: رمي الجمار الثلاث في أيام التشريق. يبدأ برمي جمرة العقبة في يوم النحر.
8. الهدي: ذبح الأضحية في منى أو مكة. شكراً لله تعالى على نعمة أداء الحج.
9. الحلق أو التقصير: هذا يحدث عندما يحتار الرجال في حلق شعرهم أو تقصيره. المرأة تقصير شعرها حتى أنملة.
10. طواف الإفاضة: يبدأ بعد الإفاضة من منى يوم النحر. هو جزء من أركان الحج.
11. طواف الوداع: آخر ما يفعله الحاج قبل مغادرة مكة. يعتبر آخر عهده بالبيت الحرام.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
ما هي أركان الحج:
الأركان الأربعة للحج هي
1/الإحرام
2/ الوقوف بعرفة
3/ طواف الإفاضة
4/ السعي بين الصفا والمروة
الركن الأول: الإحرام
الإحرام هو نية الدخول في نسك الحج. هو أول أركان الحج وبوابة الدخول إليه. الإحرام في حقيقته عمل قلبي، وهو نية الدخول في النسك.
يرتبط بالإحرام أمور ظاهرة كلبس ملابس الاحرام للرجال. كما يلزم التلبية والامتناع عن محظورات الإحرام. هذه الأمور ليست هي الإحرام في حد ذاته، بل هي من لوازمه وشعائره.
للهجرام زمان محدد. هي أشهر الحج التي ورد ذكرها في قوله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ" (البقرة: 197). هذه الأشهر هي شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة. كما أن له مكاناً محدداً وهي المواقيت التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم.
الركن الثاني: الوقوف بعرفة
الوقوف بعرفة هو ركن الحج الأعظم. ولا يصح الحج بدونه مطلقاً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحج عرفة".
وقت الوقوف بعرفة يبدأ بعد غروب الشمس في يوم التاسع من ذي الحجة. هذا اليوم يُسمى يوم عرفة. يمتد هذا الوقت حتى الفجر في يوم النحر.
الوقوف بعرفة لا يعني فقط الوقوف على القدمين. بل هو التواجد في أرض عرفة بأي وضع. سواء كان واقفاً أو جالساً أو مضطجعاً أو راكباً.
في هذا الوقت، يُفضل كثيراً الدعاء والذكر والاستغفار. فهو فرصة رائعة لإجابة الدعاء. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة”.
الركن الثالث: طواف الإفاضة
طواف الإفاضة يُؤدي بعد الإفاضة من منى يوم النحر. هو ركن أساسي للحج. لقوله تعالى: "ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ" (الحج: 29).
يتم طواف الإفاضة حول الكعبة سبع أشواط. يبدأ من الحجر الأسود وينتهي به. يجب أن يكون الطواف داخل المسجد الحرام وخارج الكعبة.
يجب أن تكون الكعبة عن يسار الطائف. وأن يكون الطواف كاملاً سبع أشواط. ويجب الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر وستر العورة.
وقت طواف الإفاضة يبدأ بعد منتصف ليلة النحر. هذا لمن وقف بعرفة ودفع إلى مزدلفة. ولا آخر لوقته عند جمهور العلماء.
الركن الرابع: السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة هو مشي بين جبلين. يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة. هذا المشي يعتبر جزءاً من الحج، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
يجب أن يكون السعي بعد طواف صحيح. سواء كان طواف القدوم أو طواف الإفاضة. يجب أن يكون السعي سبعة أشواط كاملة.
يستحب أثناء السعي التكبير والدعاء. الرجال يهرولون بين العلمين الأخضرين في كل شوط. هذا يُظهر إحياءً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ما هي خطوات الحج
الحج هو رحلة إيمانية تتضمن خطوات متتابعة. سنستعرض خطوات الحج بالترتيب كما أوضحها النبي صلى الله عليه وسلم. سنشرح الزمان والمكان لكل خطوة.
الخطوة الأولى: الإحرام من الميقات
الإحرام يبدأ من الميقات المكاني. الميقات هي الأماكن المحددة حسب الجهة التي يأتي منها الحاج. النبي صلى الله عليه وسلم حددها.
• ذو الحليفة (أبيار علي): لأهل المدينة ومن يمر بها
• الجحفة: لأهل الشام ومصر والمغرب ومن يمر بها
• قرن المنازل (السيل الكبير): لأهل نجد ومن يمر به
• يلملم: لأهل اليمن ومن يمر به
• ذات عرق: لأهل العراق ومن يمر بها
عند الميقات، يغتسل الحاج ويتطيب. ثم يلبس ملابس الإحرام. للرجال: إزار ورداء أبيضان. للنساء: ثياب ساترة غير مزخرفة.
يقرأ: "لبيك اللهم حجاً" أو "لبيك اللهم عمرة" أو "لبيك اللهم عمرة متمتعاً بها إلى الحج".
بعد الإحرام، يبدأ الحاج بالتلبية. يقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك". يستمر حتى رمي جمرة العقبة.
الخطوة الثانية: الوصول إلى مكة وطواف القدوم
عند الوصول، يتوجه الحاج للمسجد الحرام. يبدأ طواف القدوم من الحجر الأسود. يطوف سبع أشواط حول الكعبة.
يستحب للرجال الاضطباع في طواف القدوم. والرمل في الأشواط الثلاثة الأولى.
بعد الطواف، يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم. إن تيسر. ثم يشرب من ماء زمزم.
الخطوة الثالثة: السعي بين الصفا والمروة
بعد طواف القدوم، يتوجه الحاج للمسعى. يبدأ السعي من الصفا. يرقى ويسرع في المشي بين العلمين الأخضرين.
عندما يصل الحاج إلى المروة، يبدأ بالركوع والاستغفار. ثم يعود إلى الصفا لاستكمال السبعة أشواط. كل ذهاب من الصفا إلى المروة يعد شوطاً، والعودة شوط آخر.
الخطوة الرابعة: البقاء على الإحرام أو التحلل منه
بعد الانتهاء من السعي، يبقى الحاج على إحرامه. هذا إذا كان قارناً أو مفرداً. يستمر في تجنب المحظورات حتى يوم النحر.
إذا كان متمتعاً، يتحلل من الإحرام بالحلق أو التقصير. يصبح كل شيء محرماً عليه محرماً محرماً. ويبقى حلالاً حتى يوم التروية.
الخطوة الخامسة: الإحرام بالحج يوم التروية
في يوم التروية، يحرم المتمتع بالحج من مكانه. يغتسل ويتطيب ويلبس ملابس الإحرام. يقول: "لبيك اللهم حجاً". القارن والمفرد يبقون على إحرامهما.
الخطوة السادسة: التوجه إلى منى
بعد الإحرام، يتوجه الحجاج إلى منى. يبيتون فيها الليلة التاسعة من ذي الحجة. يصلون الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، كل صلاة في وقتها.
الخطوة السابعة: الوقوف بعرفة
في يوم عرفة، يتوجه الحجاج من منى إلى عرفات. يستحب النزول بنمرة إلى الزوال إن تيسر. ثم يدخل عرفة بعد الزوال.
الحجاج يصلون الظهر والعصر معاً وقصراً في وقت الظهر. ثم يبقون للوقوف والدعاء حتى غروب الشمس. يستحبون الوقوف عند جبل الرحمة في عرفة إن تيسر، وإلا فكل عرفة موقف
الخطوة الثامنة: المبيت بمزدلفة
بعد غروب الشمس، ينتقل الحجاج من عرفات إلى مزدلفة. هناك يصلون المغرب والعشاء معاً وقصراً. ثم يبيتون هناك حتى الفجر.
بعد الفجر، يقفون عند المشعر الحرام إن تيسر. وإلا، في أي مكان في مزدلفة. يذكرون الله ويدعون حتى يسفر جداً.
يلتقطون حصى الجمار من مزدلفة. سبع حصيات لرمي جمرة العقبة يوم النحر. إن أراد أن يلتقط باقي الحصى من منى فلا بأس.
يجوز للضعفة من النساء والصبيان الدفع من مزدلفة إلى منى بعد منتصف الليل.
الخطوة التاسعة: أعمال يوم النحر
في اليوم العاشر من ذي الحجة، يؤدي الحاج الأعمال التالية بالترتيب:
1. رمي جمرة العقبة الكبرى: هي آخر الجمرات من جهة مكة. يرميها بسبع حصيات متعاقبات، مكبراً مع كل حصاة.
2. نحر الهدي: يذبح الحاج هديه إن كان عليه هدي. يستحب أن يأكل منه ويهدي ويتصدق.
3. الحلق أو التقصير: يحلق الرجل شعر رأسه أو يقصره. الحلق أفضل، وتقصر المرأة من شعرها قدر أنملة.
4. طواف الإفاضة: يتوجه الحاج إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ثم يصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم.
5. السعي بين الصفا والمروة: إذا لم يكن قد سعى بعد طواف القدوم (كالمتمتع)، أو كان قد سعى ولكنه أراد تأخير سعي الحج إلى ما بعد طواف الإفاضة (كالقارن والمفرد).
بعد أداء هذه الأعمال، يتحلل الحاج التحلل الأكبر. حل كل شيء كان محظوراً عليه بالإحرام. هذا يشمل العلاقة الزوجية أيضاً.
الخطوة العاشرة: المبيت بمنى وأيام التشريق
يعود الحاج إلى منى ويبيت فيها ليالي أيام التشريق. هذه ليالي الحادي عشر والثاني عشر، وليلة الثالث عشر لمن تأخر.
في كل يوم من أيام التشريق (11 و12 و13 من ذي الحجة)، يرمي الحاج الجمرات الثلاث. يبدأ بالجمرة الصغرى (الأولى)، ثم الوسطى، ثم الكبرى (جمرة العقبة). كل جمرة بسبع حصيات متعاقبات، مكبراً مع كل حصاة.
يجوز للحاج التعجل بالخروج من منى بعد رمي الجمرات في اليوم الثاني من أيام التشريق (12 ذي الحجة). يمكنه الخروج قبل غروب الشمس. ومن غربت عليه الشمس وهو في منى، لزمه المبيت ليلة الثالث عشر ورمي الجمرات في اليوم الثالث عشر
.
الخطوة الحادية عشرة: طواف الوداع
عندما يريد الحاج مغادرة مكة والعودة إلى بلده، يتوجه إلى المسجد الحرام. هناك يؤدي طواف الوداع، ليكون آخر عهده بالبيت الحرام. ثم يخرج من مكة مباشرة بعد الطواف، ولا يطيل المكث فيها إلا لضرورة.
هذه هي خطوات الحج بالترتيب كما علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم. ينبغي للحاج أن يحرص على أدائها بالصفة الصحيحة. يجب أن يستحضر في كل خطوة معانيها وأسرارها، ليكون حجه مبروراً، "والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
ما هي آخر مناسك الحج
المناسك الأخيرة في الحج هي جزء مهم من رحلة الحاج. هذه المناسك تختتم رحلة الحاج الإيمانية. تشمل عدة أعمال تُؤدى في أيام التشريق وعند مغادرة مكة.
رمي الجمرات في أيام التشريق
من آخر مناسك الحج رمي الجمرات الثلاث. هذه الأيام هي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة. رمي الجمرات من واجبات الحج، ولا يجوز تركها إلا لعذر شرعي.
كيفية رمي الجمرات في أيام التشريق:
1. وقت الرمي: يبدأ وقت الرمي بعد زوال الشمس ويستمر حتى غروب الشمس. يمكن تأخيره لليل للضرورة.
2. ترتيب الجمرات: يبدأ برمي الجمرة الصغرى (الأولى) ثم الجمرة الوسطى. ثم جمرة العقبة الكبرى وهي الأقرب.
3. عدد الحصيات: يرمي كل جمرة بسبع حصيات متتابعات. فيكون مجموع ما يرميه في اليوم الواحد 21 حصاة.
4. صفة الرمي: يرفع يده عند الرمي ويكبر مع كل حصاة. يقول "الله أكبر". يستحب أن يقف بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى للدعاء.
5. حجم الحصى: يستحب أن تكون الحصيات بحجم حبة الحمص. لا تكون كبيرة ولا صغيرة جداً.
التعجل والتأخر في أيام التشريق:
الحاج يمكنه الخروج من منى بعد رمي الجمرات في اليوم الثاني من أيام التشريق. هذا قبل غروب الشمس. يقول القرآن: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى" (البقرة: 203).
إذا غابت الشمس على الحاج في منى في اليوم الثاني عشر، يجب عليه المبيت ليلة الثالث عشر. ثم يرمي الجمرات في اليوم الثالث عشر. هذا يسمى بالتأخر، وهو أفضل من التعجل.
التأخر يعتمد على فعل النبي صلى الله عليه وسلم. كما يزيد من العبادة.
طواف الوداع
طواف الوداع هو آخر مناسك الحج. يؤديه الحاج عند مغادرته مكة المكرمة. هو واجب، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت" رواه مسلم.
أحكام طواف الوداع:
1. وقته: بعد الانتهاء من الحج وعند مغادرة مكة.
2. صفته: يطوف سبعة أشواط حول الكعبة. لا يحتاج إلى الرمل والاضطباع.
3. الدعاء: يستحب الدعاء والذكر أثناء الطواف. خاصة عند الملتزم.
4. المغادرة بعده: ينبغي الخروج من مكة بعد طواف الوداع. لا يطيل إلا لضرورة.
5. من يسقط عنه: يسقط طواف الوداع عن الحائض والنفساء. هذا لأن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أُمِرَ الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خُفِّفَ عن المرأة الحائض" متفق عليه.
الهدي والأضحية
من المناسك الأخيرة في الحج هو ذبح الهدي والأضحية. هذا واجب للمتمتعين والقارنين، ومستحب للمفرد. الهدي هو ما يذبح الحاج من بهيمة الأنعام (الإبل أو البقر أو الغنم) لتقرباً إلى الله تعالى.
أحكام الهدي:
1. وقته: يبدأ وقت ذبح الهدي من بعد صلاة العيد يوم النحر (10 ذي الحجة) ويستمر إلى آخر أيام التشريق (13 ذي الحجة).
2. مكانه: يكون الذبح في منى أو مكة، وكل فجاج مكة منحر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
3. شروطه: يشترط في الهدي ما يشترط في الأضحية من السلامة من العيوب وبلوغ السن المعتبرة شرعاً.
4. الأكل منه: يستحب للحاج أن يأكل من هديه ويهدي ويتصدق، لقوله تعالى: "فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ" (الحج: 28).
الحلق أو التقصير
الحلق أو التقصير من واجبات الحج، وهو من المناسك الأخيرة التي تدل على انتهاء حالة الإحرام. والحلق هو إزالة شعر الرأس كله، والتقصير هو قص جزء من شعر الرأس.
أحكام الحلق أو التقصير:
وقته: يكون بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر، ويجوز تأخيره إلى أيام التشريق.
الأفضلية: الحلق أفضل من التقصير للرجال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم ارحم المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: "اللهم ارحم المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: "اللهم ارحم المحلقين" قالوا: والمقصرين يا رسول الله؟ قال: "والمقصرين" رواه البخاري ومسلم.
المرأة: تقصر المرأة من شعرها قدر أنملة (رأس الإصبع) ولا تحلق، لأن الحلق في حقها مثلة.
التحلل النهائي
التحلل النهائي هو الخروج الكامل من حالة الإحرام، ويحصل بأداء ثلاثة من أعمال يوم النحر، وهي: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة. وبالتحلل النهائي يحل للحاج كل ما كان محظوراً عليه بسبب الإحرام، بما في ذلك العلاقة الزوجية.
الصدقة والإحسان
من المناسك الأخيرة في الحج الإكثار من الصدقة والإحسان إلى الفقراء والمساكين، خاصة في مكة والمشاعر المقدسة. فالحج موسم للبذل والعطاء، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان والحج
.
هذه هي أبرز المناسك الأخيرة في الحج، وهي تمثل ختام رحلة الحاج الإيمانية. وينبغي للحاج أن يحرص على أدائها بالصفة الصحيحة، وأن يستحضر فيها معاني العبودية والخضوع لله تعالى، ليعود من حجه وقد غُفرت ذنوبه، و رجع كيوم ولدته أمه.
