الحج هو ركن من أركان الإسلام الخمسة. يتطلب إعداداً دينيًا وعملياً. الحاج يبدأ بالنية الخالصة لزيارة بيت الله الحرام.
ويجب على الشخص الذي يحج أن يحافظ على صحته وسلامته أثناء المناسك. يتبع الإرشادات لضمان أداء الفريضة بإيمان.
. فيما يلي نستعرض بالتفصيل خطوات الحاج الأساسية من الإحرام إلى الطواف، مع نصائح للحفاظ على برودة الجسم والإجراءات المفيدة عند الضياع، بالإضافة إلى قائمة بأساسيات حقيبة الحاج
الإحرام: متى يُلبس ومتى يُخلع
الإحرام هو حال روحي خاص. يبدأ الحاج بقوله «لبيك حجا» أو «لبيك عمرة» عند الميقات.
يُرفع عن نفسه بعض المحظورات مثل القصّ والتزيُّن. يمكن للرجل أن يلبس ملابس الإحرام قبل الوصول إلى الميقات.
الإحرام فعلياً يبدأ عند التلفُّظ بالنية. سواء كان على حدود مكة المكرمة أو موانئ الدخول إليها.
إذا كان المسافر متوجهاً إلى المدينة أولاً، فإن ميقاته يبيِّنُ عند أبْيار علي (ذو الحليفة).
تُعتبر ملابس الإحرام عملاً رمزيّاً. يذكّر الحاج بالزهد والمساواة بين المسلمين.
يجب أن يكون ثوبه غير مطرَّز أو مخيط. بعد دخول النسك بنية الحج، يتحرم الحاج ويبدأ بالشعائر.
أما خلع الإحرام (التحلل) فيتم بعد الانتهاء من الأركان الرئيسية. اللجنة الدائمة للإفتاء قالت: التحلل الأولي للحاج يكون بعد رمي جمرة العقبة الكبرى. يجب أن يأخذ الحاج حلقاً أو التقصير (بالقصر والرمي).
بعد ذلك، يحل للحاج كل المحظورات ما عدا الجماع. التحلل الأكبر يكون بعد إتمام طواف الإفاضة. في هذه المرحلة، يحلّ لكل حاج كل ما كان محظوراً عليه، بما في ذلك الجماع.
في العمرة، يكون التحلل بعد الطواف والسعي والحلق أو التقصير. لا يخلع الحاج ثيابه إلا بعد الطواف الأخير وإتمام مناسكه الأساسية. من الحكمة ألّا يستعجل الفرج من المحظورات إلا بعد رمي جمرة العقبة الثانية وأداء طواف الإفاضة مع السعي
.
خطوات الطواف حول الكعبة (خطوة بخطوة)
يتضمن الطواف المشي حول الكعبة سبع دورات متتابعة. هذا يهدف للعبادة والتضرّع إلى الله. النصائح الأساسية للطواف هي:
النية والبدء بالحجر الأسود: يبدأ الطواف بالتوجه إلى الحجر الأسود عند دخول المسجد الحرام. يتعهد النية لله تعالى بقلب مخلص. يُستحب عند الإمكان تقبيل الحجر أو إشارته باليد مع قول: “السلام عليك يا حجرُ الله…”.
إن لم يكن يمكن المساس، فعن بُعد يستقبل الحاج الحجر ويقول التحية.
الاضطباع (للرجال): قبل الطواف بقليل، يكشف الرجل منكبه الأيمن بلفّ رداء الإحرام حول كتفه الأيسر. هذا يعرف بالاضطباع ويشتقّ من سنة النبي ﷺ. (النساء لا يضطبعن.)
التوجه حول الكعبة: بعد ذلك يبدأ الحاج المشي مع الكعبة على يساره. يضع البيت الشريف إلى يساره باستمرار. يتحرك في دورة كاملة في عكس اتجاه عقارب الساعة.
يتجاوز الحِجر (مقام إبراهيم)، ثم يطوف حول الكعبة حتى يصل إلى الركن اليماني. يعود بعدها إلى الحجر الأسود ليكمل شوطاً واحداً.
استكمال سبعة أشواط: يُكمل الحاج بهذه الطريقة سبع دورات (أشواط) كاملة. الدليل الفقهي يوضح أن كل مرة تبدأ من الحجر الأسود وتنتهي عنده تعد شوطاً، فالسبعة أشواط طواف كامل.
من السنن المشروعة في الطواف أن يسرع الرجل خطاه –الرمُل– في أول ثلاثة أشواط. ثم يمشي كالمعتاد في بقية الأشواط.
التسليم والدعاء: يُفضل أن يسلّم الحاج على الحجر الأسود في نهاية كل شوط. يمكن أن يقول دعاءً عند مرور الحجر. هذا يُظهر التكريم للعقار وتقدير الشكر لله.
ختم الطواف: بعد سبع أشواط، يُعتبر الحاج قد أتم طوافاً كاملاً. يمكن للبعض أن يُصلي ركعتين خلف مقام إبراهيم. هذا يُعتبر سنة من النبي ﷺ.
بإتمام هذه الخطوات، يُحقق الحاج في طواف حول الكعبة. هذا يُظهر تقديره لله ويشهد على عظمت الخضوع لله.
الحفاظ على برودة الجسم أثناء المناسك
مناطق الحج تعاني من حرارة عالية وأجواء جافة. لذلك، من المهم اتباع بعض الاحتياطات لتجنب الشمس والحر. هذا يساعد الحاج على البقاء في حالة جيدة.
شرب الكثير من الماء والعصائر: يجب تناول كميات كافية من السوائل، خاصة قبل الشعور بالعطش. خبراء الصحة يوصون بشرب السوائل أثناء المناسك لتجنب الجفاف.
تجنب الشمس المباشرة: أفضل وقت للطواف والسعي هو الصباح أو المساء. إذا كان الخروج في النهار، استخدم مظلة أو قبعة شمسية خفيفة. ارتد ملابس قطنية فضفاضة وذات لون فاتح.
استعمال وسائل التبريد: احضر بخاخ ماء محمول ومروحة صغيرة لتبريد الوجه والرقبة. بعض الحجاج يحملون قبعات شبكية لتخفيف الحرارة.
أخذ فترات راحة: استريح قليلاً بعد كل نشاط في مكان ظليل. إراحة البدن مهمة لتجنب الإنهاك الحراري.
النوم الجيد والتغذية: حاول النوم بصورة منتظمة وتناول وجبات مغذية خفيفة. الأطباء يوصون بالابتعاد عن الأطعمة الثقيلة.
البقاء في الظل عند الشدّة: في المقامات المفتوحة، ابحث عن الظل. تجنب الزحام تحت الشمس.
النصائح والتوصيات من وزارة الصحة تساعد الحاج على تقليل مخاطر الحرارة. يمكن الاستمتاع بمناسكه بأمان ويسر
.
التصرف في حال الضياع في المشاعر المقدسة
قد يشعر الحاج بالارتباك أو الضياع في المناسك المزدحمة. إذا فقدت توازنك الميداني أو انفصلت عن مجموعتك، فإليك بعض الإرشادات.
ابقَ هادئاً ولا تَذَعْ: أول خطوة هي التوقف للحظة وتقييم الوضع بهدوء. هذا يساعد على اتخاذ قرار سليم وعدم تفاقم الحالة.
الأكشاك المساعدة: في مشاعر الحج، هناك أكشاك خدمة للحجاج. إذا ضللت الطريق، ابحث عن أحد هذه الأكشاك. قدم بطاقتك الشخصية أو سوار التعريف ليتعرفوا عليك.
الاتصال بالمسؤولين: لا تتردد في سؤال رجال الأمن أو الشرطة. المستويات الأمنية والتنظيمية عالية جداً في الحج. أغلب المنتسبين يتحدثون لغات عديدة أو يستخدمون تطبيقات الترجمة.
الاتفاق على نقاط التقاء: إذا كنت تسافر مع مجموعة، اتفق على نقطة تجمع. قد تكون المسجد الحرام أو علامة معروفة في منى.
الوثائق والمعلومات الشخصية: احتفظ بنسخة من وثائق السفر وتعريف الحملة. دوّن أرقام طارئة لأفراد المجموعة. إذا كنت مع الحملات السعودية، اتصل بالرقم الوطني المجاني 1966.
طلب المساعدة خارجياً: في الحالات القصوى، التوجّه إلى أقرب مستشفى أو مركز إسعاف. شرح وضعك (فكل الحجاج يُعاملون كضيوف شرف).
من المهم اتباع هذه الإجراءات لاستفادة من نظام الإرشاد في الحج. موقع الحج الرسمي يؤكد على أهمية حمل بطاقة الهوية وسوار التعريف. هناك مراكز مخصصة لإرشاد الضائعين.
باتباع هذه النصائح، يمكن للحاج أن يجد طريقه بسهولة. ويظل آمناً طوال الموسم.
أهم ما يجب أن يحتويه الحاج في حقيبته
إعداد حقيبة الحاج يختلف عن أي رحلة عادية. هناك احتياجات خاصة ببيئة الحج وتفاصيل المناسك. من المهم التخطيط المسبق وحزم المستلزمات الأساسية فقط لتخفيف العبء أثناء التنقل.
من العناصر الرئيسية التي يُنصح بإدراجها في حقيبة الحاج ما يلي:
وثائق السفر والهوية: يجب أن تشمل جواز السفر، تأشيرة الحج، وتذاكر الطيران. أضف إلى ذلك بطاقات التعريف الشخصية. ضع هذه الوثائق في حقيبة صغيرة محمية. قم بتصويرها ضوئياً أو تخزينها رقمياً.
ملابس الإحرام والملابس العامة: الرجل يحتاج إلى ملابس إحرام بيضاء وملابس داخلية قطنية. اختر جوربين قصيرين وأحذية مغلقة لتجنب فرك الرمال. النساء يحتجن إلى ملابس محتشمة قطنية وسترة خفيفة.
أدوات النظافة الشخصية: خذ شامبو، وصابون غير معطر، ومعجون وفرشاة أسنان. أضف مزيل رائحة بلا عطر وقطنة طبية أو فوط صحية. فازلين أو كريم مضاد للتسلخات مفيد لتدهن المناطق الحساسة.
الأدوية والأدوية الطارئة: ضع في الحقيبة علبة إسعافات أولية بسيطة. أدوية خافضة للحرارة ومسكنات الألم ، وأدوية المعدة والإسهال والإمساك. وفوار فيتامين سي أو مكمّلات غذائية لتعزيز المناعة.
إذا كنت تعاني من أمراض مزمنة، فاحرص على إحضار أدويتك المعتادة. تأكد من تقديم تقارير طبية حسب الاقتضاء. لا تحمل أدوية قوية غير مصرح بها دولياً دون وصفة طبية.
هلام مشدِّد للعضلات قد يفيد في تخفيف الألم بعد المشي المجهد.
معدات التبريد والوقاية: حمل مظلة صغيرة أو قبعة واقية للمشي في العراء. بخاخ مياه وجهاز تلطيف محمول (مروحة بطارية) أصبح ضروريًّا لكثيرين. هذه الأدوات بسيطة لكنها قد تنقذك من إجهاد الشمس وتبقيك منعشاً أثناء الانتظار أو الوقوف.
بخاخ (رشّاش) ماء بسيط يمكن ملؤه من صنابير الحرم وظيفته تبريد حرارة الوجه والرقبة.
(Power Bank) تأكد من شاحن الهاتف وبطارية احتياطية للحفاظ على الاتصال الدائم مع المجموعة. قد تحتاج إلى محول كهربائي متعدد المخارج وتذاكر وجهاز لتحديد المواقع (GPS أو خرائط الهاتف).
محفظة ونقود: استخدم محفظة صغيرة أو حقيبة يد لا تبرز. هذا يساعد في الحفاظ على الأموال والأوراق. تأكد من أن لديك نقدًا كافياً (عملات معدنية للريال السعودي) وبطاقات بنكية. ولا تثق كثيراً في السحب الإلكتروني.
معدات إضافية: لا تنسَ كمّاشة صغيرة (مقص جلدي)، ومشط وفرشاة شعر. وشاحن إضافي للهاتف ضروري. في فصل الشتاء أو إذا كان هناك صقيع، احرص على إحضار سترة خفيفة أو معطف رقيق.
أكياس بلاستيكية خفيفة مفيدة لوضع المهملات أو حفاضات الأطفال. سلسلة التعريف (أو قلادة عليها رقم هاتف أو حملة الحج) مهمة. تثبيتها في الملابس أو على الرقبة ضرورية. مسبحة أو كتاب أدعية ونسخة من المناسك تذكرك بالأذكار أثناء الانتظار.
حقيبة الحاج يجب أن تحتوي على هذه الأساسيات دون أن تكون ثقيلة. . حقيبة ظهر خفيفة أو حقيبة كتف صغيرة مفيدة أثناء الخروج من المخيم. هذه الحقيبة تسهل حمل الهاتف والأوراق الشخصية وزجاجة ماء.